طب الأطفالطبي

استئصال اللوزتين | فوائدها ومخاطرها عند الأطفال والكبار

د. نشوى سالمان

تُعد عملية استئصال اللوزتين (Tonsillectomy) من العمليات الشائعة لعلاج عدوى أو التهاب اللوزتين المزمن عند الأطفال والكبار، وقد تكون هي الحل الوحيد للشفاء في حالات معينة يقررها الطبيب.

فمتى يجب إجراء هذه العملية وما هي مضاعفاتها وما هي الخطوات اللازمة للحصول على أفضل النتائج بعد العملية؟

 هذا ما سنتناوله بشيءٍ من التفصيل عبر هذا المقال.

اللوزتان

هي أنسجة بيضاوية الشكل على جانبي مؤخرة الحلق، لوزة واحدة على كل جانب.

تقوم اللوزتان بدور خط الدفاع الأول للجسم إذ تساعد جهاز المناعة على التصدي لأي عدوى فيروسية أو بكتيرية تصيب الجسم عن طريق الأنف أو الفم.

متى يجب إجراء عملية استئصال اللوزتين

عادةً ما يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال اللوزتين في الحالات التالية:

  • التهاب اللوزتين المتكرر أو المزمن أو الشديد.
  • مضاعفات تضخم اللوزتين لدرجة أنها تؤثر على تناول الطعام أو تسد مجرى الهواء وتجعل التنفس أمرًا صعبًا.
  • نزف اللوزتين.
  • إصابة اللوزتين بالميكروب السبحي لأكثر من 7 مرات في العام الواحد.
  • في حال استخدام الأدوية الفعالة لعلاج التهاب اللوزتين لفترة ولكن دون جدوى.
  • أمراض أخرى تصيب اللوزتين مثل وجود أنسجة سرطانية في كلا اللوزتين أو أحدهما، أو ظهور رائحة نفس كريهة نتيجة لوجود ترسبات على اللوزتين.

التهاب اللوزتين

أعراض التهاب اللوزتين:

  • تورم اللوزتين
  • التهاب الحلق مع صعوبة البلع.
  • تورم العقد الليمفاوية على جانبي الرقبة.

يعتمد علاج التهاب اللوزتين على السبب، لذا من المهم أن يشخص الطبيب حالتك لمعرفة السبب بدقة لتناول الدواء المناسب.

يكون غالبية حالات التهاب اللوزتين نتيجة عدوى فيروسية لكنه محتمل أن يسببه عدوى بكتيرية في بعض الأحيان.

مضاعفات تضخم اللوزتين

قد تتضخم اللوزتان ويزداد حجمهما بسبب العدوى أو الالتهاب المتكرر؛ لذا يوصي الطبيب باستئصال اللوزتين إذا ظهرت مضاعفات مثل صعوبة التنفس أو التنفس المتقطع في أثناء النوم.

تعطي هذه عملية نتائج جيدة في حالات الالتهاب الناتجة عن العدوى البكتيرية المتكررة أو التهاب الحلق العقدي أو علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي إذا لم تُجدي العلاجات الأخرى نفعًا، بينما تكون أقل فائدة في حالات الإصابة بالعدوى الفيروسية.

استئصال اللوزتين عند الأطفال

يجري جراح الأنف والأذن والحنجرة استئصال اللوزتين لطفلك تحت تأثير التخدير الكلي، ويتابع معه طبيب التخدير للحفاظ على سلامة طفلك وجعله ينام في هدوء في أثناء الإجراء.

تُجرى العملية عن طريق الفم؛ لذا لا يوجد حاجة لإجراء أي قطع خلال الجلد.

هناك نوعان رئيسان لإجراء استئصال اللوزتين:

1– استئصال كامل للوزتين: وهذا هو الإجراء التقليدي والأكثر شيوعًا.

2– استئصال جزئي للوزتين:

حيث يزيل الطبيب أنسجة اللوزتين المصابة فقط. هناك احتمال ضئيل جدًا وغير شائع أن الأنسجة المتبقية تنمو مرة أخرى أو تصاب بالعدوى فتحتاج إلى مزيد من جراحة اللوزتين.

يتميز هذا النوع من الجراحة بالآتي:

  • التعافي بشكل أسرع.
  • أقل ألمًا.
  • لا يحتاج الطفل إلى الكثير من المسكنات.
  • أقل عرضة للنزيف.
  • يكون الطفل أكثر قدرة على الأكل والشرب بعد العملية.

استئصال اللوزتين عند الأطفال المصابين بعدوى الميكروب السبحي:

قد يوصي الطبيب باستئصال اللوزتين عند الأطفال المصابين بعدوى التهاب الحلق العقدي المتكررة المعروفة أيضًا بـعدوى الميكروب السبحي (streptococcal tonsillitis) الذي قد يسبب الحمى الروماتيزمية ويؤثر كذلك على القلب.

وأشار الأطباء إلى معدل الإصابة بالميكروب السبحي الذي يُستدعى فيها إجراء العملية كالآتي:

  • سبع مرات أو أكثر في سنة واحدة.
  • خمس مرات في السنة لمدة عامين.
  • ثلاث مرات السنة لمدة ثلاث سنوات.

هل استئصال اللوزتين يحمي من الحمى الروماتيزمية؟

صرحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه يمكن الإصابة بالميكروب السبحي أو التهاب الحلق بعد استئصال اللوزتين حيث أنه لن يمنع استئصال اللوزتين بشكل كبير من هجوم الحمى الروماتيزمية الحادة كنتيجة للعدوى بالمكورات العقدية، لكنه قد يقلل من معدل الإصابة بها.

كما أنه لا يقلل بشكل كبير من تطور أمراض القلب الصمامية في المرضى الذين يعانون الحمى الروماتيزمية الحادة. 

كيف يمكنني مساعدة طفلي على الشعور بالتحسن بعد عملية استئصال اللوزتين؟

  • أعط طفلك الدواء الموصوف له حسب توجيهات الطبيب أو الجراح.
  • يجب أن يستريح طفلك في المنزل لبضعة أيام بعد الجراحة.
  • يمكن أن يعود الطفل إلى المدرسة أو رعاية الأطفال إذا بدأ الأكل بشكل طبيعي، والنوم جيدًا، وعدم الاحتياج إلى الأدوية المسكنة.
  • قدمي له الكثير من المشروبات والأطعمة اللينة مثل البودنج أو الحساء أو الجيلاتين أو البطاطس المهروسة حتى يصبح طفلك جاهزًا لتناول الأطعمة الصلبة.
  • يجب أن يتجنب الطفل نفث الأنف لمدة أسبوعين بعد الجراحة، بالإضافة إلى تجنب أي لعب عنيف أو رياضة تتطلب الاحتكاك الجسدي.

طرق استئصال اللوزتين

1- الطريقة التقليدية: وهي استئصال اللوزتين جراحيًا.

2- استئصال اللوزتين بالليزر:

وفقًا لدراسة أُجريت عام 2005، حيث عقدت مقارنة بين مجموعتين، خضعت  المجموعة الأولى إلى استئصال اللوزتين بالليزر، والمجموعة الثانية إلى استئصال اللوزتين بالتقنية التقليدية، وُجد أن عملية استئصال اللوزتين باستخدام الليزر تستغرق وقتًا أقل ويكون المريض أقل عرضة للنزف في أثناء العملية، لكنه لم يكن هناك اختلاف كبير بين المجموعتين في الألم الكلي بعد العملية ومضاعفات ما بعد الجراحة.

3- استئصال اللوزتين بطريقة التبريد أو البلازما:

بينت بعض الدراسات أن المضاعفات في أثناء العملية أو بعدها أقل بكثير في هذه الطريقة مقارنة بالطريقة التقليدية أو طريقة الليزر، كما يعود المريض إلى نظامه الغذائي ونشاطه اليومي بشكل أسرع. لذا فتعد هذه الطريقة أفضل الطرق.

هل استئصال اللوزتين يسبب العقم

وفقًا لدراسة بريطانية أجريت عام 2016 أن النساء اللواتي خضعن لعملية إزالة اللوزتين أكثر عرضة للحمل من غيرهن. لذا قال قائد الدراسة الدكتور سامي الشيمي “لا داعٍ للقلق أو الخوف بشأن أن استئصال اللوزتين يقلل من الخصوبة”.

المخاطر

فيما يلي بعض المخاطر نتيجة لإجراء االاستئصال :

  • تسبب الأدوية المخدرة التي تستخدم في أثناء العملية في ظهور بعض الأعراض مثل: الصداع، والشعور بالغثيان، والقيء، وألم بالعضلات. لكن سرعان ما تزول هذه الأعراض ولا تستمر لوقت طويل.
  • قد يظهر أيضًا تورم في اللسان لعدة ساعات بعد إجراء العملية مما يؤثر على عملية التنفس.
  • في بعض الحالات النادرة، قد يحدث نزيف حاد في أثناء الجراحة يحتاج إلى علاجات إضافية والبقاء لمدة أطول في المستشفى.

نادرًا ما تتسبب الجراحة في حدوث عدوى تحتاج إلى علاج إضافي.

أضرار استئصال اللوزتين عند الأطفال و الكبار:

قد يظهر بعض المضاعفات عقب إجراء العملية منها:

  • ألم متوسط إلى شديد في الحلق يستمر من أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا.
  • ألم في الأذن أو الرقبة أو الفك.
  • القيء والشعور بالغثيان لعدة أيام.
  • حمى خفيفة تستمر لعدة أيام.
  • رائحة فم كريهة.
  • تورم اللسان والحلق.
  • الإحساس بوجود شيء غريب عالق في الحلق.
  • أرق ونوم متقطع لدى الأطفال.

هل استئصال اللوزتين يسبب السمنة عند الأطفال؟

وجد باحثون من جامعة جونز هوبكنز أن زيادة الوزن بعد استئصال اللوزتين تحدث غالبًا عند الأطفال في عمر 6 سنوات أو أقل، لا سيما أولئك الذين يكون وزنهم طبيعيًا أو الذين يعانون نقص الوزن قبل الإجراء. أما الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن لم يثبت زيادة وزنهم بعد العملية.

هل استئصال اللوزتين يسبب السمنة للكبار؟

لم تُثبت الدراسات زيادة الوزن لدى الكبار عقب إجراء عملية استئصال اللوزتين، بينما تشير بعض النتائج إلى فقدان الوزن بنحو 5 أرطال في فترة ما بعد الجراحة عند البالغين مع العودة إلى الوزن الأساسي بعد حوالي 5 أشهر.

خطوات يجب اتباعها للشفاء العاجل بعد العملية

  •  تناول الأدوية المسكنة كما وصفها الطبيب.
  • شرب كمية كبيرة من السوائل عقب الجراحة لتجنب حدوث جفاف. كما يمكنك تناول مكعبات الثلج أو الحلوى المجمدة.
  • تناول الأطعمة سهلة البلع، يعد مهروس التفاح والحساء من أفضل الأطعمة عقب الجراحة.

يمكنك تناول أيس كريم أو البودنج إذا استطعت تحمّل ذلك.

  • يجب إضافة الأطعمة سهلة المضغ والبلع في أسرع وقت ممكن.
  • تجنب المأكولات الحامضية، والحارة، والأطعمة الصلبة التي قد تسبب ألمًا أو نزفًا.
  • من المهم أيضًا الالتزام بالراحة في السرير عدة أيام بعد العملية.
  • تجنب الأنشطة التي تحتاج إلى مجهود كالجري وركوب الدراجة لمدة أسبوعين بعد الإجراء.

تستطيع أن تعود للعمل بعد أن تكون قادرًا على استئناف نظامك الغذائي المعتاد والنوم الطبيعي خلال الليل وتوقف الأدوية المسكنة.

تحدث مع الطبيب عن الأنشطة التي يجب عليك تجنبها.

فما هي الأعراض التي يجب عليك التوجه إلى الطبيب أو غرفة الطوارئ فور حدوثها؟

  • ظهور أي دم أحمر فاتح. 

من الطبيعي أن ترى بقع دم صغيرة في الأنف أو الفم عقب العملية، لكن عليك التوجه للطوارئ فور ظهور أي دم أحمر فاتح لمعرفة أسبابه والعلاج اللازم.

  • إذا كانت درجة حرارة طفلك 102 فهرنهايت (38.9 سليزيوس) أو أعلى.
  • إذا ظهرت عليك أي علامة من علامات الجفاف مثل انخفاض معدل التبول، أو العطش، أو الصداع، أو الإحساس بالضعف أو الدوار أو الإغماء.

أعراض الجفاف الشائعة عند الأطفال هي التبول أقل من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم أو البكاء بدون دموع.

  • ظهور أي مشكلات في التنفس 

بينما يعد صوت الشخير في أثناء النوم خلال الأسبوع الأول بعد العملية أمرًا طبيعيًا.

وختامًا لا تقلق عزيزي القارئ إذا أخبرك الطبيب بضرورة إجراء عملية استئصال اللوزتين لك أو لطفلك فإنها آمنة وتعطي نتائج جيدة في حالات عدة، فقط عليك اتباع إرشادات طبيبك بعد الجراحة لسرعة التعافي والحصول على أفضل النتائج.

اقرأ أيضًا

المضادات الحيوية… متى وكيف ؟!

التهاب الأذن الوسطى | لماذا يشد صغيري أذنه؟

الحمى القرمزية | أسبابها وطرق العلاج

المصدر
www.mayoclinic.orgkidshealth.orgpubmed.ncbi.nlm.nih.govpediatrics.aappublications.orgpubmed.ncbi.nlm.nih.gov

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى