طب العيونطبيكورونامكافحة العدوى

التهاب الملتحمة | الأسباب والأعراض وعلاقته بالكورونا

عندما استيقظت هذا الصباح وبعد أن غسلت وجهي، وكما تعودت إذ بي أنظر إلى المرآة لأتفاجأ باحمرار عيني بشكل مريب؛
فهرعت للبحث عن هذا على مواقع البحث؛ فإذا بهذا يُسمى التهاب الملتحمة.

بالطبع بدأ الأمر يُثير قلقي، فكيف حدث هذا الأمر؟ وهل يمكن أن يزداد الوضع سوءًا؟ كل هذه الأسئلة كان لا بد أن أتيقن من إجابتها؛ لذا قررت زيارة الطبيب المختص ليشرح لي حالتي.

إذًا سنقدم هذه الإجابات الوافية عن التهاب الملتحمة في السطور التالية، بدايةً من أسبابه وأعراضه الأخرى، وصولًا إلى كيفية الوقاية منه وطرق العلاج الممكنة.

ما المراد بالملتحمة؟

هي النسيج الداخلي المُبطن للجفون والذي يغطي كذلك بياض العين.
ويتكون هذا النسيج من خلايا طلائية حرشفية طبقية غير كيراتينية مع خلايا كأسية، وخلايا أخرى طلائية حرشفية مصففة.

يعد نسيج الملتحمة من الأنسجة الغنية والمليئة بالأوعية الدموية؛ مما يُسهل عملية الأشعة التصويرية.

أسباب التهاب الملتحمة

يمكن أن يحدث التهاب الملتحمة -أو ما يُسمى بالعين الوردية- لعدة أسباب، مثل:

  • الفيروسات.
  • البكتيريا.
  • الفطريات والطفيليات.
  • التفاعلات التحسسية.
  • المواد المُهيجة للعين، مثل: الغبار والدخان.
  • انسداد القناة الدمعية في الأطفال حديثي الولادة.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: السيلان والكلاميديا.

أعراض التهاب الملتحمة (Conjunctivitis)

تشمل هذه الأعراض بالإضافة إلى الالتهاب ما يلي:

  • احمرار العين أو الجزء الداخلي من الجفن.
  • إحساس حارق بالعينين.
  • الشعور بوجود حبيبات رملية بالعين؛ مما يدعو للرغبة المستمرة بالحكة.
  • الحساسية الزائدة للضوء.
  • تورم العقد الليمفاوية بالأخص إذا كان السبب فيروسيًا.
  • كثرة الإدماع بصورة غير طبيعية.
  • خروج إفرازات بيضاء أو خضراء من العينين.
  • الرؤية الضبابية.

أنواع التهاب الملتحمة

تنقسم هذه الأنواع بُناءً على السبب الرئيس وراء ذلك، فتشمل التالي:

1- التهاب الملتحمة التحسسي (Allergic conjunctivitis)

يحدث هذا النوع من الالتهاب كرد فعل نتيجة التحسس لمواد معينة، مثل: حبوب اللقاح؛ إذ إنها تدفع الجسم إلى إنتاج أجسام مضادة التي بدورها تُحفز الخلايا البدينة على إفراز المواد المسببة للالتهاب.

تؤدي هذه المواد التي من بينها الهيستامين إلى ظهور أعراض الحساسية، مثل: العطس، والشعور بالحكة، وكثرة الدموع.
لحسن الحظ أن هذا النوع ليس مُعديًا ويتحسن مع استخدام قطرات حساسية العين.

2- التهاب الملتحمة الفيروسي والبكتيري

يرجع السبب في معظم حالات الالتهابات الفيروسية إلى الفيروسات الغدانية (Adenoviruses).
لكن بالتأكيد هذا لا ينفي وجود فيروسات أخرى مساهِمة في ذلك، مثل: الهربس البسيط والنطاقي.

تتسبب البكتيريا الموجودة على العدسات اللاصقة غير النظيفة في حدوث التهابات بكتيرية، كذلك فإن نزلات البرد أو عدوى الجهاز التنفسي من شأنهم أن يُسببوا أيًا من هذين النوعين.

ينتقل هذا الالتهاب سواءً كان الفيروسي أم البكتيري من شخص لآخر بصورة مباشرة؛ وذلك بالتلامس باليد ثم وضعها على العين، أو بانتشار البكتيريا الموجودة بالأنف والجيوب الأنفية مع العطس.

يُعد وجود إفرازات صديدية لزجة بالعين علامةً مميزةً للالتهاب البكتيري، بينما يُميِّز الالتهاب الفيروسي الإفرازات المائية.
والجدير بالذكر أن النوع الفيروسي هو الأكثر شيوعًا عن البكتيري.

3التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة (الرمد الوليدي Ophthalmic neonatorum)

تظهر هذه المشكلة ما بين اليوم الأول للولادة حتى يُكمل الطفل شهره الأول، وتكمن خطورتها أنها إذا أُهمِلت ولم تُعالَج يمكن أن تؤدي إلى العَمَى.

أما الأعراض التي يعانيها الطفل فتُلاحَظ في تورم الجفنين واحمرارهما، وترجع أسباب إصابة حديثي الولادة بها إلى أحد هذه الاحتمالات:

  • انسداد القناة الدمعية.
  • العدوى الفيروسية أو البكتيرية التي تنتقل من الأم إلى الطفل خلال الولادة.
  • تهيج العين بسبب إعطاء الطفل نوع معين من القطرات المضادة للميكروبات.

لهذه الأسباب يتلقى كل مولود علاجًا وقائيًا في المستشفى، ويستمر لمدة أسبوع بعد الولادة.

توجد بعض الأنواع الشائعة من التهابات الملتحمة التي تصيب حديثي الولادة، منها على سبيل المثال:

  • الالتهاب الاشتمالي (Inclusion conjunctivitis): بسبب انتقال بكتيريا الكلاميديا من الأم المصابة للطفل عند الولادة.
  • التهاب الملتحمة بسبب المكورات البنية (Gonococcal conjunctivitis): نتيجة انتقال البكتيريا من الأم المصابة بالسيلان للطفل خلال الولادة.
  • الالتهاب الكيميائي (Chemical conjunctivitis): بسبب إعطاء الطفل قطرات العين المحتوية على نترات الفضة للوقاية من العدوى البكتيرية؛ فتتسبب في تهيج العين.

أما فيما يخص العلاج فيعتمد غالبًا على استخدام المضادات الحيوية باختلاف الشكل الدوائي لها، وذلك وفقًا لنوع الالتهاب المُصاب به الطفل، ويُستثنَى من ذلك النوع الكيميائي؛ إذ إنه لا يحتاج أي علاج.

4- التهاب الملتحمة بسبب كورونا

نتعايش في الآونة الأخيرة مع وجود فيروس كورونا في حياتنا.
نحن دائمًا في حالة تأهب للتحورات والطفرات التي تحدث لهذا الفيروس فجأةً؛ فأعراض كورونا الآن أصبحت غير متوقَعة.

كانت الأعراض مع بداية تفشي الفيروس مقتصرةً على الجهاز التنفسي، ولكنها بدأت تتطور تدريجيًا لتشمل الجهاز الهضمي كذلك.
ومؤخرًا لاحظ الأطباء ظهور التهاب الملتحمة في 1-3% من المصابين.

مما لا شك فيه أن الإصابة بالتهاب الملتحمة ليس دليلًا قاطعًا على الإصابة بفيروس كورونا، إلا إذا ارتبطت بوجود أحد الأعراض الأخرى المميزة للفيروس.

لذا فإنه عند التأكد من الإصابة بالكورونا، يجب الحرص قدر المُستطاع على تجنب لمس العينين ثم لمس الأسطح أو مصافحة الأشخاص، وكذلك الاهتمام بغسل اليدين باستمرار.

مضاعفات التهاب الملتحمة

لا تمثل التهابات الملتحمة وضعًا شديد الخطورة في معظم الأحيان، لكن هذا لا ينفي التدخل السريع للعلاج؛ لتجنب تدهور الحالة وحدوث مضاعفات كالتي تحدث في بعض الحالات النادرة.

من أبرز هذه المضاعفات ما يلي:

  • التهاب القرنية الظهاري المُنَقَّط: الذي يؤدي إلى تشويش الرؤية.
  • الرمد الوليدي: الذي يسبب العمى لحديثي الولادة إذا لم يُعالَج.

كيفية التشخيص

يعتمد الطبيب في التشخيص لتحديد مُسبِّب الالتهاب على الأعراض التي يشكو منها المريض، والتاريخ المرضي له، وفحص العين المصابة، لكن ربما يواجه الطبيب صعوبةً في ذلك لتشابه الأعراض.

لذا يبدأ الطبيب سؤال المريض إذا كان يعاني أي أعراض أخرى لا تتعلق بإصابة العين؛ لأن بعض هذه الأعراض ترتبط بنوع معين من التهابات العين.

فيرتبط الالتهاب الفيروسي عادةً بالإصابة بنزلات البرد أو وجود عدوى بالجهاز التنفسي، أما الالتهاب البكتيري فيكون مصحوبًا بعدوى بالأذن ويحدث غالبًا بعد الولادة.

بينما تكون الإصابة بالتهاب الملتحمة التحسسي موسميةً، إضافةً إلى ارتباطها بوجود أمراض تحسسية أخرى، مثل: حُمى القش أو الكلأ والربو.

مما يساعد الطبيب كذلك على التشخيص، حصوله على عينة من إفرازات العين المصابة ثم إرسالها إلى المعمل لتحليلها لتحديد السبب الرئيس للإصابة.

طرق العلاج

تختلف طرق العلاج المُتبَعة وفقًا لنوع الالتهاب، فعلى سبيل المثال:

1- الالتهاب التحسسي

يمكن أن يخفف من حدة هذا الالتهاب وضع كمادات باردة على العين المصابة لمدة 5 أو 10 دقائق، وتكرر ثلاث أو أربع مرات على مدار اليوم، ويُنصح بعدم ارتداء العدسات اللاصقة لحين التعافي.

يوجد كذلك بعض أنواع القطرات التي قد يصفها الطبيب، مثل: قطرات الدموع الاصطناعية التي تساعد على تقليل التهيج، وقطرات الحساسية التي تخفف الإحساس الحارق بالعين.

2- الالتهاب الفيروسي والبكتيري

يُعالَج الالتهاب الفيروسي باستخدام قطرات عين أو مراهم مضادة للفيروسات، كذلك يمكن وصف قطرات الدموع الاصطناعية لتخفيف الاحمرار، ويُتوقَع أن يوجد تحسن في غضون أسبوع إلى 3 أسابيع.

بينما يكمن علاج الالتهاب البكتيري في المضادات الحيوية سواءً كانت في صورة قطرات أو مراهم، لكن يُشترَط إنهاء الجرعة كاملةً وعدم وقف العلاج عند الشعور بتحسن.

توجد بعض الحالات المستعصية من العدوى، مثل: السيلان والكلاميديا التي قد تستدعي استخدام مضادات حيوية فموية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن على كلا الزوجين تلقي العلاج.

3- الالتهاب عند حديثي الولادة

تُعد الخطوة الأولى لتحقيق ذلك التوقف عن استخدام القطرات المكونة من نترات الفضة لحديثي الولادة، واستبدالها بأخرى تحتوي على مضاد حيوي، مثل: الإريثرومايسين (Erythromycin).

يصف الطبيب المضادات الحيوية الفموية في حالة الالتهاب الاشتمالي بسبب الكلاميديا، بينما تُؤخَذ وريديًا في حالة عدوى السيلان والتي لا يجب التهاون في علاجها؛ حتى لا تسبب تقرحات بالقرنية والعَمَى.

يمكن إزالة الصديد المتكون بسبب الإفرازات في حالة العدوى البكتيرية، وذلك بمسح العين المصابة بقطنة مشبعة بمحلول ملحي.

بينما يحتاج انسداد القناة الدمعية إلى عمل تدليك برفق للمنطقة الواقعة بين العينين ومحيط الأنف، فإذا لم يُلاحَظ أي تحسن مع بلوغ الطفل عامه الأول؛ هذا لا يترك خيارًا سوى الجراحة.

سبل الوقاية من الإصابة بالتهاب الملتحمة

يُوصَى باتباع عدد من النصائح لتجنب الإصابة بهذه الالتهابات، بالأخص عند التعامل مع شخص مُصاب، التي تشمل ما يلي:

  • الاهتمام بغسل اليدين باستمرار بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانيةً.
  • تجنب لمس العينين قبل غسل اليدين.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع المصابين.
  • تَلقْي الأمصال ضد الأمراض الفيروسية والبكتيرية المُسببة لالتهاب الملتحمة.
  • تجنب استخدام قطرات العين المكونة من نترات الفضة لحديثي الولادة.

في الختام نوصي بعدم الاستهانة باحمرار العين خاصةً لدى الأطفال حديثي الولادة؛ لأنه يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، كذلك ننصح بعدم استخدام أي أدوية للعين دون استشارة الطبيب.

اقرأ أيضًا

حساسية العين | عندما تصبح الرؤية مؤلمة

أمراض العين وطرق علاجها

تشوش الرؤية المفاجئ | أسبابه وطرق علاجه

المراجعة العامة/ هند السيد
 مراجع طبي د. أروى سمير

المصدر
verywellhealthcdc.govmedscapeNewbornswebmdmayocliniceye-healthaao.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى