التغذية الصحيةطبي

زيت كبد الحوت | الإكسير السحري للبالغين والأطفال

يَكمن داخل جسم كل كائن حي ثروات تُبهرنا دائمًا عند اكتشاف فوائدها الهائلة، وكان زيت كبد الحوت أحد هذه الثروات الكامنة بكبد الحوت الأطلسي.

أجرى العلماء الكثير من الدراسات على زيت كبد الحوت، للتوصل إلى فوائده العامة وكذلك أضراره وآثاره الجانبية، وهذا ما سنستعرضه تفصيليًا في سطور المقال التالي.

فوائد زيت كبد الحوت (Cod liver oil)

يُعد زيت كبد الحوت مصدرًا غنيًا بفيتامين (أ) و(د)، علاوةً على كونه من أفضل المصادر للأحماض الدهنية الأوميجا 3، وكان أول استخدام طبي له عام 1789 في علاج الروماتيزم، ثم توالت بعد ذلك الاستخدامات الأخرى.

أما القيمة الغذائية لزيت كبد الحوت، فتحتوي الملعقة الصغيرة الواحدة منه على ما يلي:

  • السعرات الحرارية: 41 سعرًا حراريًا.
  • فيتامين أ: 4500 وحدة دولية.
  • فيتامين د: 450 وحدة دولية.
  • الأحماض الدهنية المشبعة: 1.017 جرامًا.
  • والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة: 2.102 جرامًا.
  • الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة: 1.014 جرامًا.
  • الكوليسترول: 26 ملليجرامًا.
  • البروتين: 0.
  • الكربوهيدرات: 0.
  • الألياف: 0.
  • السكريات: 0.

لذا تعددت مؤخرًا الفوائد المختلفة لهذا الزيت بناءً على قيمته الغذائية العالية، والتي منها على سبيل المثال:

1- مصدر غني بالدهون المفيدة

تُسهم دهون الأميجا 3 في الكثير من الوظائف التي يحتاجها الجسم، مثل: زيادة امتصاص الفيتامينات والمعادن، وتقوية الجهاز المناعي، والحفاظ على سلامة الجلد والأداء الوظيفي للمخ.

كذلك يساعد تناول الدهون المفيدة مع الوجبات على سرعة الإحساس بالشبع، إضافةً إلى إبطاء عملية تكسير الكربوهيدرات إلى سكر، مما يؤدي إلى الحفاظ على ثبات مستوى السكر بالدم.

2- علاج التهاب المفاصل

يظهر دور زيت كبد الحوت في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وذلك لقدرته على علاج الأعراض التي يعانيها هؤلاء المرضى، مثل: الالتهابات، والألم، والتيبُّس، والتورم.

فضلاً عن ذلك، فقد أوضحت دراسة أن مرضى التهاب المفاصل الذين يعتمدون المكملات الغذائية المحتوية على زيت كبد الحوت، أظهروا تناقصًا ملحوظًا في جرعات مسكنات الألم التي يستخدمونها.

3- الوقاية من أمراض الشرايين التاجية

تعمل الأحماض الدهنية الموجودة بالزيت مضادات للأكسدة، مما يساعد على الوقاية من تصلب الشرايين التاجية وتجلط الدم، وذلك عند المداومة على استخدام الزيت يوميًا.

4- الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالعمر

يسبب التقدم في العمر الكثير من أمراض الشيخوخة، مثل: الضمور البقعي، لذلك فقد رجَّحت إحدى الدراسات دور الأوميجا 3 بزيت كبد الحوت في الحفاظ على سلامة العين والوقاية من هذا الضمور.

كذلك تلعب بعض المواد الأخرى الموجودة بهذا الزيت دورًا في الوقاية من الضمور البقعي، مثل: حمض الايكوسابنتانويك (EPA)، وحمض الدوكوساهيكسينويك (DHA)، والكاروتينات المسؤولة عن إنتاج فيتامين أ.

تُعد الجلوكوما من أمراض العين الخطرة التي يساعد زيت كبد الحوت على الوقاية منها؛ إذ إن إهمالها يمكن أن يؤدي إلى العمى، ويرجع الفضل في ذلك إلى وجود فيتامين أ الذي يمنع التأثير الضار للأكسدة على الخلايا.

5- التئام الجروح

أُجريت دراسة على الفئران عام 2009، لبيان تأثير استخدام مرهم موضعي يحتوي على 25% من زيت كبد الحوت على جرح بالأذن، فلُوحظ زيادة سرعة التئام الجرح، ومن المُرجَح أن السبب في ذلك هو فيتامين أ.

6- مصدر غني بفيتامين د 

يحتاج الجسم إلى التوازن بين مستوى كلًا من الكالسيوم والفوسفور بالدم، ذلك للحفاظ على سلامة العظام والوقاية من هشاشة العظام وتَلَيُّنها، ويُعد فيتامين د هو المسؤول عن هذا الدور.

هناك أيضًا بعض النظريات التي تُدعم دور فيتامين د في الوقاية من مرض التصلب المتعدد، الذي يؤثر في الجهاز العصبي للجسم مسببًا ضعف في العضلات مع تنميل في الأطراف والوجه.

فوائد زيت كبد الحوت للأطفال

تُمثل العناصر والفيتامينات التي يحتويها هذا الزيت أهمية كبيرة لنمو الأطفال ووقايتهم من الكثير من الأمراض، مثل:

1- الوقاية من الكُساح

يحدث هذا المرض بسبب النقص الشديد في مستوى فيتامين د بالجسم؛ مما يؤثر في نمو عظام الطفل وحدوث تشوهات هيكلية، مثل: تقوس الساقين، وزيادة سُمك عظام الرسغين والكاحلين.

يمكن التغلب على هذا المرض بالحصول على فيتامين د بطرق طبيعية، مثل: التعرض لأشعة الشمس، أو الحصول عليه من المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت كبد الحوت.

2- تقليل خطر الإصابة بداء السكري النوع الأول

رجحت دراسة أن إعطاء الطفل المكملات المحتوية على زيت كبد الحوت الغني بفيتامين د في عامه الأول، يمكن أن يُسهم في تقليل فرص الإصابة بداء السكري النوع الأول.

3- الوقاية من الإصابة بالعدوى

يمكن لهذا الزيت السحري أن يقلل إصابة الطفل بنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي العلوي بنسبة 36% إلى 58%.

4- تقليل الإصابة بالاكتئاب

تساعد أحماض الأوميجا 3 بهذا الزيت على تقليل احتمالية التعرض للاكتئاب،
وذلك في الأشخاص المداومين على استخدامه بخلاف غيرهم، إضافةً إلى أن الأوميجا 3 تُحسِّن الحالة المزاجية، ووظائف المخ.

أضرار زيت كبد الحوت

بالرغم من الفوائد الكبيرة التي يحتويها هذا الزيت، إلا إنه يُسبِّب عدة أضرار تتشابه مع كافة المكملات الغذائية المحتوية على زيت السمك،
مثل: رائحة النفس الكريهة، والحموضة، والغثيان، والتجشؤ.

بينما هناك أضرار مقتصرة على زيت كبد الحوت فقط بسبب الجرعة الزائدة من فيتامين د مثل:

  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • التبول المفرط.
  • ضربات القلب غير المنتظمة.
  • زيادة مستوى الكالسيوم في الدم عن الطبيعي، مما يترتب عليه تكلس الأنسجة والأوعية الدموية.
  • تكَون حصوات بالكلى.

أما فيما يخص الحامل، فإنه لا يُنصَح به في شهور الحمل، لأن زيادة مستوى فيتامين أ في الدم من المحتمَل أن تسبِّب أضرارًا للجنين،
ثم أن تأثيره في فترة الرضاعة غير معروف فيُفضل تجنبه.

يوجد أيضًا تخَوف من تأثير الزيت على مرضى السكري، إذ إنه ربما يؤدي إلى انخفاض سكر الدم مُسببًا غيبوبة سكر،
لذا لا يُنصَح به لهؤلاء المرضى.

فوائد حبوب كبد الحوت للشعر

مما لا شك فيه أن الفيتامينات من العناصر اللازمة لسلامة الشعر،
إضافةً إلى أحماض الأوميجا 3 التي لديها خواص مضادة للالتهابات،
فتساعد هذه العناصر على تفتُّح بصيلات الشعر ومن ثَمَّ زيادة النمو وتعويض الشعر المتساقط يوميًا.

كذلك فإن لأحماض الأوميجا 3 دورًا في منع جفاف الشعر وتكَون القشرة.

أعراض جانبية وأضرار حبوب زيت كبد الحوت

لا يوصَى باستخدام أي مكملات غذائية دون استشارة الطبيب؛ ذلك تلافيًا للآثار الجانبية أو التداخلات الدوائية التي قد تحدث نتيجة لذلك،
وهذا بالتأكيد ينطبق على حبوب زيت كبد الحوت.

يوجد عدد من الأعراض الجانبية والأضرار التي تترتب على استخدام هذه الحبوب، مثل:

  • الحموضة.
  • رائحة النفس الكريهة.
  • الغثيان.
  • التجشؤ.
  • زيادة فرصة حدوث النزيف مع الجرعات الزائدة.
  • زيادة مستوى فيتامين أ، ود وما يترتب على ذلك من آثار جانبية.

التداخلات الدوائية لحبوب كبد الحوت

يجدر الإشارة إلى أن هناك بعض التداخلات الدوائية الوارد حدوثها بالتزامن مع استخدام هذه الحبوب، مثل:

1- أدوية ضغط الدم المرتفع

يؤدي هذا التفاعل إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم؛ مما يُعرِّض حياة المريض للخطر، ومن أمثلة هذه الأدوية:

  • الكابتوبريل (Captopril).
  • اللوسارتان (Losartan).
  • الأملوديبين (Amlodipine).

2- أدوية مضادات التجلط

أشرنا سابقًا أن هذا الزيت يقلل معدل تجلط الدم، لذلك فإن هذا التداخل الدوائي يؤدي إلى تضاعُف هذا التأثير، وزيادة فرص الإصابة بالكدمات والنزيف، ومن هذه الأدوية ما يلي:

  • الأسبرين (Aspirin).
  • كلوبيدوجريل (Clopidogrel.
  • الوارفارين (Warfarin).

إذًا عزيزي القارئ أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدًا لك، وشاملًا لكافة المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها عن زيت كبد الحوت في صورة مُبسَطة وسلسة؛ لتقرر إذا كان استخدامه يناسبك أم لا.

اقرأ أيضًا

مضادات التجلط الفموية | ودورها في الوقاية من الجلطات

علاج احتشاء عضلة القلب وطرق الوقاية منه

الكساح | أهمية الشمس وفيتامين د للعلاج والوقاية
مراجع عام د.هند السيد
مراجع طبي د.سارة عبدالمنعم معاذ

المصدر
healthlinefood.ndtvwebmdverywellhealthmedicalnewstodaycod_liver_oil

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى