الحناء أو الحنة | اكتشف الفوائد المدهشة والأضرار

د. بسمة عبد المنعم

حينما تُذكر كلمة الحناء، فسرعان ما يطرأ إلى الأذهان ذاك اللون المميّز من الأحمر الداكن أو البني للشعر.

إنها ضيْفة الأعراس، وصديقة الأعياد، والمناسبات الاحتفالية الأخرى.

تتخذ بعض الثقافات تصميماتها رموزًا سحريةً للحب، والرخاء مرفقةً بتمنيات التوفيق.

لكن تُرى، هل يقتصر دورها على صبغ الشعر وصنع التصميمات أم أنها ذات فوائد جمة لا تعد ولا تحصى؟

أعددت لك -عزيزي القارئ- هذا المقال لتكتشف معي خصائص الحناء الأخرى المذهلة، ومتى يمكن استخدامها بأمان؟

ما الحناء (Henna)؟

 تلك الزهرة الصغيرة الرائعة ذات اللون الأبيض أو الوردي.

هي شجيرة استوائية (Mignonette tree or Henna tree)، موطنها شمال إفريقيا، وآسيا، وأستراليا.

 تسمى أيضًا الحنة (Hina)، والحناء المصري (Egyptian privet). 

الاسم العلمي 

لوسونيا إينرميس (Lawsonia inermis).

الحناء في التاريخ

يعود استخدامها إلى عهد الفراعنة في مصر منذ آلاف السنوات.

إذ يُقال إن “كليوباترا” -آخر ملكة حاكمة في الحضارة المصرية القديمة- استخدمتها لتزيين جسدها، وللتجميل.

كذلك اعتاد المصريون رسم أظفار المومياوات بالحنة قبل دفنها.

تُستخدم أوراق الحنة منذ العصور القديمة في شمال أفرقيا وآسيا؛ نظرًا لفوائدها الطبية والنفسية، وللزينة أيضًا.

إضافةً إلى ذلك فإنها النبتة الثمينة المستخدمة في الطب التقليدي في الهند، لا سيّما ممارسة الأيورفيدا (Ayurvededic practice).

 الأيورفيدا

تعني “علم الحياة”، هو أحد أقدم أنظمة الشفاء في الهند؛ إذ يعتمد على نهج طبيعي وشامل للصحة البدنية والعقلية.

مكونات الحناء

من المكونات الكيميائية الرئيسة لنبات الحنة:

• الصمغ (Mucilage).
• المانيت (Mannite).
• حمض الغاليك (Gallic acid).
• حمض التانيك (Tannic acid).

الفوائد الصحية للحناء

ترجع فوائد الحنة وأهميتها إلى احتواء النبات على تركيز عالٍ من المواد الكيميائية والغذائية الطبيعية؛ لذا تكافح الالتهابات، وضغط الدم، والجراثيم وغيرها من الفوائد.

لم تُكتشف معظم تلك الفوائد من خلال التجارب السريرية، وإنما استنادًا إلى القصص، أو وُجدت موثقة في كتب الأيورفيدا.

الاستخدامات الطبية للحنة

لطالما استُخدمت الحنة في علاج عديد من الأمراض، مثل:

• التهاب الشعب الهوائية.
• تسريع التئام الجروح.
• اليرقان (الاصفرار).
• متلازمة عين القط.
• خصائص مضادة للسرطان

ورد ذكر استخدام مسحوق الحنة في الكتب ضد تسرطن الجلد الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية، وذلك بإضافتها لواقيات الشمس.

• حماية للجلد

 من أبرز استخدامات الحنة هي حماية الجلد من الالتهابات، ومن ثمّ استُخدمت لعلاج الحروق والتئام الجروح.

كذلك تمتع الحنة بقدرة طبيعية ماصة لحرارة الجلد؛ مما يجعلها مفيدة في علاج حروق الشمس، مثلما يفعل هلام الصبار (Aloe vera gel).

• تقلل الحمى

إذ إن لها خصائص خافضة للحرارة.

• مسكنة للصداع

يمكن وضع عصير النبات مباشرةً على الجلد؛ للتخفيف السريع للصداع.

• تخفيف بعض اضطرابات النوم

إذ تسهُم خصائص زيت الحناء المساعدة على الاسترخاء والنوم في ذلك.

• إزالة السموم من الجسم 

باستخدام منقوع الأوراق واللحاء في الماء، ثم تناول السائل.

انتبه! لابد من مراجعة الطبيب قبل تناول أيٍّ من منتجات الحنة.

الاستخدامات التجميلية للحنة

استُخدم المعجون المصنوع من أوراق الحنة لصبغ الشعر والأظفار والجلد، وفي أحيان أخرى لصبغ الأقمشة الحرير والصوف أيضًا. 

تفيد في كثير من مشكلات الشعر وفروة الرأس؛ لما لها من خصائص مضادة للفطريات والميكروبات.

دعونا نلقي نظرة أعمق على فوائد الحنة التجميلية المذهلة.

الحناء للشعر

إذا كنت ترغب -عزيزي القارئ- في إعادة صحة وحيوية شعرك، إذن عليك بتطبيق الحنة.

من استخدامات الحنة للشعر:

صبغة طبيعية للشعر

يمكن إضافة القرفة أو اللون النيلي للمسحوق للحصول على لون أحمر غامق. 

تنعيم الشعر

إذ تبني طبقة واقية تحميه من التلف.

تقليل الشيب المبكر للشعر

 إذ إنها غنية بالعفص (Tannin)، هو مركب نباتي يدعم قدرتها المثالية في صبغ الشعر.

تمنع تكون قشرة الشعر

تفيد خصائصها المضادة للفطريات في منع تكون قشرة الشعر، وذلك بإضافتها إلى معجون من بذور الحلبة مع قليل من زيت الخردل.

استخدام الحناء لتساقط الشعر

تسهم الحنة في علاج مشكلة تساقط الشعر؛ بفضل قدرتها المذهلة على الحفاظ على توازن درجة الحموضة في فروة الرأس؛ مما يقوي بصيلات الشعر خاصة الشعر الدهني.

علاوةً على كونها مغذيةً للشعر؛ مما يمنح الشعر المرونة والقوة ويمنع تقصفه وتكسيره.

نعومة الشعر

ترطب الحنة الشعر، لاسيّما عند خلطها مع مكونات، مثل: الزبادي أو البيض؛ لتعزيز التأثير.

ترجع قدرتها على تنعيم الشعر إلى احتوائها كذلك على فيتامين هـ (Vitamine E). 

تمنح الشعر مزيدًا من اللمعان والمظهر الجذاب.

كذلك تدعم صحة الشعر؛ لاحتواء أوراق النبات على البروتينات ومضادات الأكسدة.

نبات الحناء للجمال

لا يقتصر دور الحنة الجمالي على إضفاء اللون الطبيعي للشعر، بل يمتد تأثيرها الجمالي مثل الآتي:

تحسين الأظفار

كثيرا ما ننسى الاهتمام بصحة أظفارنا، مع أنه يمكن للفراغ والجلد الموجود تحت الأظفار أن يصبح مستوطَنًا للعدوى ونمو البكتيريا.

يمكن أن يسهم مشروب منقوع الأوراق في الماء في منع تشقق الأظفار، وتقليل الالتهاب.

كذلك ربما يفيد وضع كمادات من الحنة مباشرةً على الظفر في تخفيف التهيج والألم والعدوى بها.

بديل لطلاء الأظفار

يستخدمها كثير من النساء بديلًا لطلاء الأظفار. 

مكافحة الشيخوخة

يعود استخدامها في مكافحة الشيخوخة إلى خصائصها المضادة للأكسدة، غير أنها لم تُجْر دراسات كافية بشأن هذا الاستخدام.

لكن خصائص الزيت القابضة، دفع بعض الأشخاص لاستخدام عصيره وزيته على الجلد؛ لتقليل علامات الشيخوخة والتجاعيد.

كذلك يقلل من ظهور الندبات وعيوب الجلد غير المرغوب فيها. 

الحنة والنساء الحوامل والمرضعات

قد ترغبين -عزيزتي القارئة- في تلوين شعرك مع اقتراب موعد الولادة أو في أثناء فترة الإرضاع.

لذا سأخبرك هل بإمكانك ذلك أم لا؟

الحمل

يجب على النساء الحوامل تجنّب استخدام مشروب الحنة أو البذور.

إذ كشفت إحدى الدراسات أن ربما يحمل خصائص مشوهة للأجنة، ربما تؤدي إلى الإجهاض.

لكن يمكن تلوين الشعر بها بعد تجاوز الأسبوع الثاني عشر من الحمل مع بعض الإجراءات، مثل:

• ارتداء القفازات.
• تطبيق الحنة أقل وقت ممكن.
• العمل في غرفة جيدة التهوية.

الرضاعة

من غير المرجح انتقال كمية كبيرة منها عبر حليب الثدي؛ لذا يمكن استخدامها في أثناء الرضاعة.

تصميمات الحنة (نقش الحنة)

لا يمكن أن ننسى التصميم البرتقالي المزركش على الجلد، عندما نضع معجون الحنة عليه لبضع ساعات ثم غسله.

في أحيان أخرى يزداد الطلب على اللون الداكن من الحنة (الحنة السوداء)؛ إذ أنه يعزز التصميم المصنوع ويبرز مظهره الجماليّ.

لكن هذا الوشم المؤقت من تصميمات الحنة ربما يعرضك للخطر.

 فوائد الحنة الخضراء الأخرى

تُستخدم على نطاق واسع في صناعات صبغ المنسوجات، والخشب، وطباعة الورق.

لكن يقترن استخدام هذه الصبغة كثير من المخاطر، حال ملامسة الجلد أو العين أو عند ابتلاعها، أو استنشاقها.

مخاطر الحناء

ربما تتساءل الآن -عزيزي القارئ- هل الحنة دومًا آمنة؟

أو لم يصدر بعض الأشخاص ردود فعلٍ تحسسيةٍ شديدة عند تطبيق الحنة، التي ربما تصل إلى درجة التشوهات على الجلد؟

معظم أنواع الحنة آمنة تمامًا وغير سامة، لكن ربما تسبب بعض أنواع الحنة السوداء الحساسية.

إذ إنه عند إضافة بعض المواد الكيميائية إليها؛ بقصد تغيير لونها لتصبح الحنة السوداء، فربما يتسبب هذا في تفاعلات حساسية شديدة وبثور، لا سيّما لذوي البشرة الحساسة.

من أشهر تلك المواد الكيميائية البارافينيلين ديامين (PPD).

من أضرار الحنة ما يلي:

الجلد

تظهر لدى بعض الأشخاص علامات الطفح الجلدي، والحروق الكيميائية عند تطبيق الحنة، وأحيانًا الإصابة بالتهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis).

الشعر

لا يقتصر وجود المركبات الكيميائية في المعجون المُستخدم في تصميمات الحنة فقط، بل ربما تحتوي بعض صبغات الشعر عليه أيضًا.

بالطبع يضر هذا بصحة الشعر.

لذا يجب قراءة الملصق الموجود على العبوة بعناية، وإذا لم تكن هناك قائمة بالمكونات، فالأفضل ألا تستخدم المنتج.

علامات الحناء الأصلي

يعد معرفة الحنة الأصلي أمرًا هامًّا؛ لتجنب مشكلات الحساسية والحكة.

إنها ببساطة خضراء اللون، وتضفي اللون البرتقالي مع صبغة حمراء أو بنيّة اللون.

طريقة تحضير معجون الحنة

تجفف أوراق الحنة ثم تسحق إلى بودرة ناعمة، ثم نمزجها بالماء أو بعض الزيوت؛ للحصول على المعجون.

يُطبّق المعجون على الشعر الجاف أو الجلد مدة 6 ساعات أو ربما يوم كامل. 

يمكن إضافة بعض القهوة أو الشاي؛ للحصول على اللون البني الغامق.

كذلك ربما يمنح إضافة الكركديه أو عصير الشمندر اللون الأحمر الداكن.

من المتوقع استمرار بقاء اللون مدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع، ومن ثمّ يتلاشى تدريجيًّا.

في النهاية، نذكر أنه قالت سلمى أم رافع خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء”.

لذ يظل استخدام الحنة أمرًا جماليًّا ونافعًا أيضًا، ريثما خلت من المواد الكيميائية الضارة، لكن لا تتناولها قبل استشارة المختص.

اقرأ أيضًا

الشعر المتساقط وفوبيا الصلع

فوائد زيت المورينجا للصحة والشعر والبشرة

زيت اللوز | فوائده وأهم استخداماته