طبي

ما هو التهاب القولون التقرحي؟

التهاب القولون التقرحي أحد الأمراض التي تصيب القولون، ويحدث نتيجة التهاب القولون مما يؤدي لظهور تقرحات تبدأ عادة في المستقيم تنتشر بشكل تصاعدي في جميع أجزاء القولون (القولون الصاعد، القولون المستعرض، والقولون النازل). ومن الممكن أن تؤدي هذه التقرحات لحدوث نزيف أو إفرازات من المخاط والصديد.

آلية الإصابة بالتهاب القولون التقرحي و سبب الإصابة به:

يحدث التهاب القولون التقرحي عندما يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة الطعام والخلايا المكونة لجدار الأمعاء على أنها أجسام دخيلة وتسمى هذه الحالة بمرض المناعة الذاتية أو الأمراض الانضدادية.

 وهي باختصار تحدث نتيجة فشل الجهاز المناعي للجسم بالتعرف على الأعضاء، والبصمة الوراثية

 الخاصة بخلايا الجسم فيبدأ بالتعامل معها على أنها أجسام غريبة، ويبدأ بمهاجمتها باستخدام خلايا المناعة. 

أما بالنسبة لسبب الإصابة فلا يوجد سبب محدد يؤدي للإصابة بهذا المرض، لكن من الممكن أن يكون للجينات دور في هذا؛ فمن الممكن أن يجري مرض التهاب القولون التقرحي في العائلة.

ما الذي يزيد من خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي؟

هنالك بعض العوامل التي من الممكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة من غيره: 

العمر: الأعمار ما بين 15 و 30  ومن تجاوز 60 عامًا هم أكثر الناس عرضة للإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي.

العرق: السلالة الممتدة من عرق يهود أشكناز هم من أكثر الناس عرضة للإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي.

التاريخ المرضي للعائلة: من الممكن أن ترتفع نسبة الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي إلى 30% أو أكثر إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بهذا المرض. 

من الممكن أن يحفز الطعام أو الضغط النفسي هذا المرض أو أن يزيد من حدة الأعراض.

 أنواع التهاب القولون التقرحي

ينقسم مرض التهاب القولون التقرحي لعدة أنواع، وذلك بناءً على الجزء المصاب من القولون:

  1. التهاب المستقيم: يكون الالتهاب فقط في المستقيم (rectus) أي في الجزء الذي يسبق فتحة الشرج، وعرضه الوحيد هو نزيف في المستقيم و يعتبر هذا النوع من أخف أنواع التهاب القولون التقرحي.
  1. التهاب المستقيم السيني: يكون الالتهاب في هذا النوع في المستقيم والجزء الأخير من القولون قبل المستقيم أو ما يسمى بالقولون السيني (Sigmoid colon). وتكون أعراض هذا النوع عبارة عن إسهال دموي، ألم وتقلصات في البطن، الرغبة الشديدة للتبرز مع عدم المقدرة على ذلك أو ما يسمى بالزحير المستقيمي (Tenesmus).
  1. التهاب الجانب الأيسر من القولون: يكون الالتهاب في المستقيم صعودا للجانب الأيسر من القولون، وتكون الأعراض عبارة عن تقلصات في الجانب الأيسر من القولون، إسهال دموي، فقدان للوزن.
  1. التهاب القولون الشامل أو الكلي: يكون الالتهاب في هذا النوع في جميع أجزاء القولون (القولون الصاعد، القولون المستعرض والقولون النازل)، وتكون الأعراض عبارة عن إسهال دموي شديد، ألم وتقلصات في البطن، ضعف عام، وانخفاض شديد في الوزن.

أعراض التهاب القولون التقرحي: 

  • إسهال (عادة ما يكون مصحوب بدم أو صديد). 
  • ألم وتقلصات في البطن.
  • ألم في المستقيم. 
  • براز مصحوب بكميات قليلة من الدم. 
  • حاجة ماسة للتبرز ولكن مع عدم القدرة. 
  • فقدان في الوزن. 
  • ضعف عام. 
  • حمى. 
  • توقف في النمو (في الأطفال).

أعراض أخرى:

تشخيص مرض التهاب القولون التقرحي

يلجأ الأطباء لعمل فحوصات شاملة من أجل تحديد مكان الالتهاب ولاستبعاد أي أمراض أو أسباب أخرى قد تحمل نفس الأعراض. وتكون هذه الفحوصات عبارة عن:

  1. تحليل البراز:

وذلك لاستبعاد أمراض العدوى البكتيرية أو الطفيلية.

  1. منظار: 

لفحص المريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، وذلك لاستبعاد أي مشكلات في الجهاز الهضمي العلوي.

  1. منظار القولون:

 يتم إدخال أنبوب مرن طويل عن طريق فتحة الشرج لفحص القولون ويعد هذا الفحص هو من أدق الفحوصات لتشخيص التهاب القولون.

  1. خزعة (Biopsy): 

تؤخذ عينة من أنسجة القولون ليتم فحصها وتحليلها.

  1. تحليل دم:

 يتم عمل تحليل الدم لاكتشاف أي مؤشر للأنيميا نتيجة للنزيف.

  1. أشعة مقطعية: 

لمعرفة مدى انتشار الالتهاب في القولون.

علاج مرض التهاب القولون التقرحي

يعتبر مرض التهاب القولون مرض مزمن؛ بمعنى أنه لايوجد له علاج محدد.

فالهدف الرئيسي في علاج هذا المرض يتمثل في الوقاية من تفاقم الالتهاب والحد منه؛ 

وبالتالي إعطاء فرصة أكبر للجزء المصاب من القولون في الاستشفاء.

ومن أجل الوصول لهذا الهدف فقد يتطلب الأمر اتباع حمية معينة وتغيير نمط الطعام

 بالإضافة إلى الأدوية أو التدخل الجراحي.

  • الحمية: 

تتسبب بعض الأطعمة في جعل الأعراض أكثر حدة؛ وبالتالي تؤثر على مدة المرض وفترة الاستشفاء. كالطعام الحار أو الطعام الذي يحتوي على كميات كبيرة من الألياف.

 فيجب أن يكون الطعام متزنًا بحيث يحتوي على كميات مناسبة ومتزنة من الألياف، والبروتين الصافي الخالي من الدهون بالإضافة للخضراوات والفواكه ليحصل الجسم على الفيتامينات والعناصر الغذائية المناسبة. 

والجدير بالذكر أن فيتامين سي يساهم بشكل كبير في عملية الاستشفاء، والتئام الجروح في القولون وبالتالي يساهم في تخفيف الأعراض. 

  • الأدوية: 
  • المضادات الحيوية:

 للقضاء على أي عدوى بكتيرية من الممكن أن تكون قد تكونت نتيجةً للالتهابات.

  • أمينوساليسيلات (Aminosalicylate): 

تحتوي هذه الأدوية على 4-أمينو حمض الساليسيليك والذي يساهم بدوره في محاربة الالتهاب، وبالتالي السيطرة على الأعراض.

  • الكورتيكوستيرويد (Corticosteroids):

 قد يلجأ بعض الأطباء للعلاج بالستيرويدات (لمدة زمنية قصيرة تجنبًا للأعراض الجانبية) في حال عدم الاستجابة للأمينوساليسيلات؛ وذلك لفعاليتها في محاربة الإلتهابات. 

  • منظمات المناعة (Immunomodulators): 

تستخدم هذه الأدوية لإيقاف الجهاز المناعي عن مهاجمة خلايا القولون.

  • العلاج الحيوي: 

في حال المرض الشديد والحاد، يتم العلاج بالأدوية الحيوية التي هي عبارة عن أجسام مضادة تساهم في الحد من الالتهابات.

  • مضادات الإسهال.
  • التدخل الجراحي:

 في حال فشل جميع الطرق أعلاه في السيطرة على التهاب القولون التقرحي، أو في حالة المرض الشديد فقد يلجأ الأطباء للتدخل الجراحي لإزالة القولون أو القولون والمستقيم معاً.

مضاعفات مرض التهاب القولون التقرحي

يجب متابعة المصاب بمرض التهاب القولون التقرحي متابعة دقيقة، وذلك تجنبًا لحدوث أيٍ من المضاعفات الآتية:

  • النزيف: 

ممكن أن يؤدي للأنيميا.

  • هشاشة العظام: 

و ذلك بسبب الخلل في الحمية، ونقص العناصر الغذائية الأساسية، وفي حال اللجوء للعلاج بالستيرويدات.

  • الجفاف: 

وذلك بسبب الإسهال الشديد، وبسبب عدم قدرة القولون على امتصاص كميات كافية من الماء.

  • التهابات في الجسم: 

إذا كان الإلتهاب شديدًا؛ فمن الممكن أن يؤدي لانفجار القولون، وبالتالي تنتشر الالتهابات والعدوى في كافة أنحاء الجسم.

  • سرطان القولون: 

من الممكن أن يؤدي مرض التهاب القولون التقرحي لسرطان القولون خاصة في حالة التهاب القولون الشامل أو الكلي أو في حال استمرار المرض لفترة طويلة.

في الختام، إذا كنت تعاني بعض الأعراض التي ذكرناها في هذا المقال، توجه للطبيب لعمل الفحوصات اللازمة للتأكد ولاستبعاد أي أسباب أخرى.

وفي حال تأكد إصابتك بالمرض فلا داعي للقلق، فكلما كان اكتشاف الإصابة مبكراً وفي المراحل الأولى، زادت نسبة الشفاء والاستجابة للعلاج. 

اقرأ أيضًا:

النزلة المعوية | أسبابها، أعراضها، وطرق علاجها والوقاية منها – Tamkiin تمكين

حمية فودماب | طريقك للتخلص من القولون العصبي | تمكين (tamkiin.com)

الدليل الشامل لأمراض القولون المختلفة والعلاج – Tamkiin تمكين

القولون العصبي | هل من علاج؟ – Tamkiin تمكين

مراجع د.نسيبة تركي

المصدر
nhs.ukwebmdhealthline

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى