الصحة النفسيةطبي

فوبيا النوم | لماذا أخاف من نومي؟!

نبحث جميعًا عن الراحة بعد يوم عمل شاق، فيكون النوم هو أول ما يجول بخاطرنا، فالنوم الجيد هو أساس الصحة الجيدة، ولكن هل خطر لك يومًا أن البعض ممن يعانون فوبيا النوم تكون هذه الراحة رهاب يحاولون الهروب منه بشتى الطرق؟

في كثير من الحالات لا تكون فوبيا النوم خوفًا من النوم نفسه بقدر ما تكون خوفًا مما ربما يحدث في أثناء النوم.

تابع معنا هذا المقال لتتعرف إلى تفاصيل هذه الحالة.

ما هي فوبيا النوم؟Somniphobia

هي حالة يعطل فيها القلق نومنا، وعلى الرغم من أنه من المؤسف حدوث ذلك، إلا أنه يمكن لمعظم الناس التعرف على هذه الحالة فور حدوثها؛ مما يسمح لهم بتحديد الأسباب الجذرية للقلق واتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاجه.

تُعرف أيضًا باسم رهاب النوم أو الخوف من النوم أو قلق النوم.

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة زيادة في هرمونات التوتر، مثل: الكورتيزول؛ مما يؤثر في قدرتهم على النوم الجيد.

ما هي أعراض فوبيا النوم؟

تسير أعراض مشكلات النوم جنبًا إلى جنب مع القلق، فيجد الشخص المصاب بالقلق صعوبة في النوم كما تؤدي مشكلات النوم إلى القلق.

يمكن أن تظهر أعراض فوبيا النوم عقليًا وجسديًا.

تشمل أعراض الصحة العقلية ما يلي:

  • الشعور بالخوف والقلق عند التفكير في النوم.
  • تعاني الضيق عند اقتراب موعد النوم.
  • تجنب النوم أو السهر لفترات طويلة.
  • نوبات الهلع عندما يحين وقت النوم.
  • تواجه صعوبة في التركيز إلى جانب القلق والخوف المرتبطين بالنوم.
  • تعاني تقلبات المِزَاج.
  • تواجه صعوبة في تذكر الأشياء.

تشمل أعراض الصحة الجسدية ما يلي: 

  • الغثيان أو مشكلات المعدة الأخرى المتعلقة بالقلق في أثناء النوم.
  • زيادة معدل ضربات القلب عند التفكير في النوم والشعور بضيق الصدر.
  • التعرق والقشعريرة وفرط التنفس عند التفكير في النوم.
  • عند الأطفال، البكاء والتشبث وغير ذلك من أشكال المقاومة لوقت النوم، بما في ذلك عدم رغبتهم في البقاء بمفردهم.

لا يمكن تجنب النوم تمامًا، إذا عانيت فوبيا النوم لبعض الوقت، فمن المحتمل أن تتمكن من الحصول على قسط من النوم معظم الليالي، ولكن هذا النوم ربما لا يكون مريحًا جدًا، وربما تستيقظ كثيرًا وتجد صعوبة في العودة إلى النوم.

تدور علامات الخوف من النوم الأخرى حول تقنيات التأقلم، فيختار بعض الناس ترك الأضواء أو التلفاز أو الموسيقى؛ فهي تساعدهم على تقليل مشاعر الخوف من النوم.

ما هي الأسباب التي تجعلني أعاني الخوف من النوم؟

  • الكوابيس المزمنة.
  • القلق.
  • المشي في أثناء النوم.
  • الخوف من الموت في أثناء النوم.
  • شلل النوم.
  • الكلام في أثناء النوم.
  • أفلام الرعب. 
  • الحوادث المؤلمة.

الكوابيس المزمنة

يعاني معظمنا الكوابيس في بعض الأحيان، لكن بالنسبة لبعض الناس، تحدث تلك الكوابيس في كل مرة يذهبون فيها إلى الفراش.

عندما يعاني شخص ما فوبيا النوم، فغالبًا ما تكون كوابيسهم مزعجة للغاية وواقعية لدرجة أنهم لا يريدون الذَّهاب إلى الفراش؛ خوفًا من استعادة تلك الرؤى.

القلق

يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات القلق أيضًا رهاب النوم، وعادةً ما يكون لديهم كوابيس عند حصولهم على قسط من الراحة.

يخاف هؤلاء الأشخاص من عدم قدرتهم على السيطرة عندما يكونون فاقدين للوعي (نائمين) ويعتقدون أن شيئًا فظيعًا سيحدث لهم.

تعتقد بعض الثقافات أن الجسد يمكن أن تمتلكه الشياطين أو الأرواح.

المشي في أثناء النوم

إن فكرة المشي في أثناء النوم ليست محرجة فحسب بل شديدة الْخَطَر أيضًا، فهناك قصص لا حصر لها عن أشخاص يؤذون الآخرين في هذه الحالة من اللاوعي.

الخوف من الموت أثناء النوم

هل فكرت يومًا أنه عند ذهابك للفراش ربما لن تستيقظ أبدًا؟

بالرغم من أن الفكرة تبدو مزعجة وغير مرجحة، إلا أنها غالبًا ما تسيطر على عقول أولئك الذين يعانون فوبيا النوم.

شلل النوم

عندما ننام، يقوم المخ بإيقاف الكثير من حركات الجسم، وعندما نصبح واعين مرة أخرى -لحسن الحظ- نستعيد القدرة على الحركة.

بالرغم من ذلك، يجد بعض الأشخاص أنهم إذا استيقظوا في منتصف الليل أو في الصباح، فلن يتمكنوا من الحركة، فالمخ مستيقظ، لكن أجسادهم لا تزل نائمة.

ربما هذا ما يجعل هؤلاء الأشخاص يخشون فكرة الذَّهاب إلى الفراش ليلًا.

الكلام في أثناء النوم

يتحدث معظم الناس بالهراء والثرثرة في أثناء النوم.

بالرغم من ذلك، إذا كنت تخفي سرًا أو تشعر بالقلق بشأن ما ستقوله عندما تكون نائمًا، فربما يؤدي ذلك إلى فوبيا النوم.

أفلام الرعب 

يمكن لفيلم مخيف أن يشعرك بالتوتر حيال الذَّهاب إلى الفراش.

فتتساءل ماذا لو دخل لص أو شبح أو مخلوق شرير آخر إلى المنزل وأضر بك؟

نعلم جميعًا أن الأفلام خيالية، إلا أن بعضها مُتقَن جدًا لدرجة أنها تجعلك تفكر مرتين في سلامتك.

الحوادث المؤلمة

يخاف البعض بشكل متزايد من النوم بعد حادث صادم، مثل: وفاة أحد أفراد الأسرة أو هجوم جسدي أو أي نوع آخر من التجارِب التي تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

من الممكن أيضًا أن تصاب بفوبيا النوم بدون سبب واضح.

غالبًا ما تتطور الفوبيا في مرحلة الطفولة؛ لذلك ربما لا تتذكر بالتحديد متى بدأ خوفك أو لماذا.

كيفية تشخيص فوبيا النوم

يُفضل الحديث مع اختصاصي الصحة العقلية عند الشك في إصابتك بفوبيا النوم؛ حتى يعطيك تشخيصًا دقيقًا ويدعمك خلال رحلة العلاج.

تُشخص إصابتك برهاب النوم إذا كان خوفك من النوم:

  • يؤثر على جودة النوم.
  • يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية أو العاطفية.
  • يسبب القلق المستمر والضيق المرتبط بالنوم.
  • يسبب مشاكل في العمل أو المدرسة أو في حياتك الشخصية.
  • استمر أكثر من ستة أشهر.
  • يتسبب في تأجيل النوم أو تجنبه قدر الإمكان.

كيفية علاج الخوف من عدم النوم

  • العلاج بالتعرض.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
  • الأدوية، مثل: حاصرات بيتا (Beta blockers) أو البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).

لا تتطلب جميع أنواع الرهاب العلاج، ففي بعض الحالات، من السهل جدًا تجنب الشيء الذي يخيفك.

لكن الحرمان من النوم يمكن أن يكون له عواقب شديدة الْخَطَر؛ لذلك يوصى بالعلاج لأي حالة تمنعك من النوم المريح.

عادةً ما يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء الخوف من النوم.

إذا كنت تعاني اضطراب في النوم، فعلاج هذه المشكلة ربما يؤدي إلى حل مشكلة الخوف من النوم.

لكن بالنسبة لمعظم الحالات، يُعَد العلاج بالتعرض هو الخَيار العلاجي الأكثر فعالية.

العلاج بالتعرض

  • تعمل مع المعالج على تعريض نفسك تدريجيًا لمصدر خوفك.
  • بالنسبة لفوبيا النوم، يشمل العلاج بالتعرض مناقشة الخوف واستخدام تقنيات الاسترخاء ثم تخيل نتيجة الحصول على نوم ليلي جيد.
  • بعد ذلك، يتضمن مشاهدة صور لأشخاص نائمين ويبدو عليهم الارتياح.
  • ثم عندما تتقن هذه التقنيات، يشجعك الطبيب أو الاختصاصي على أخذ قيلولة قصيرة – مع وجود شريك أو والد أو صديق موثوق به في المنزل -؛ لمساعدتك على الاستيقاظ بأمان.

هناك خَيار آخر للعلاج بالتعرض وهو النوم في مختبر النوم أو مع اختصاصي طبي يظل مستيقظًا في أثناء نومك.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يساعد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا في التعرف على المخاوف المتعلقة بالنوم والتعامل معها والتخلص من الخوف قبل النوم.

ستتعلم تحدي الأفكار عند مواجهتها وإعادة صياغتها حتى تتسبب في ضيق أقل.

ربما تكون هذه الأفكار مرتبطة بالنوم نفسه، أو خوف معين يسبب القلق حول النوم.

ربما يوصي طبيبك بجدولة النوم، ويتضمن ذلك الذَّهاب إلى الفراش والاستيقاظ في أوقات محددة، بغض النظر عن مقدار النوم الذي تحصل عليه بالفعل.

الأدوية

بالرغم من عدم وجود دواء يعالج أنواعًا معينة من الرهاب على وجه التحديد، إلا أنه يمكن لبعض الأدوية أن تقلل من أعراض الخوف والقلق وربما تكون مفيدة عند استخدامها مع العلاجات السابقة.

ربما يصف الطبيب حاصرات بيتا (Beta blockers) أو البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) للاستخدام على المدى القصير:

حاصرات بيتا

تساعد في تقليل الأعراض الجسدية للقلق، فيمكنهم مساعدتك في الحفاظ على معدل ضربات القلب ثابت والحفاظ على ارتفاع ضغط الدَّم، مثل: بروبرانولول.

البنزوديازيبينات

تُعد نوع من المهدئات التي تساعد في أعراض القلق.

يمكن أن تسبب الإدمان، لذلك لا يجب استخدامها لفترة طويلة، مثل: الكلورازيبات.

لا تتناول هذه الأدوية دون استشارة طبيبك.

في النهاية، ما الحياة إلاّ فيلمًا سينمائيًا؛ لذلك كن أنت البطل الذي يهزم الوحش بالنهاية عن طريق مواجهة مخاوفك والاعتراف بها، مع الوقت سيكون عقلك قادرًا على التخلي عن الخوف والسماح لك بالاسترخاء والتخلص من فوبيا النوم.

اقرأ أيضًا

أعراض متلازمة الكوخ وطرق علاجها

اليقظة الذهنية | فوائدها وأمثلة على تمارينها

متلازمة الكمال | السعي إلى المثالية

المصدر
www.healthline.comwww.thehealthy.comwww.sleepadvisor.orglifehacker.comwww.mayoclinic.orgwww.verywellmind.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى